عندما عقدنا النيّة على تشييد صرح تربوي على مستوى الـعصر، كنّـا ندرك أنها ليست مجرد ورشة بنـــاء، أو نزهـة ترفيهيـّـة، أو هــــواية ظهـور، بل كنّــــــا نستحضـــــــر الحكمة القائلـــــة "أتعِبْ قدمـــــاك، فإن تعبا قدّمــــــاك" وهكذا تقدّمت الرؤى عندما سكبنــــا أفكـارنــــا، وحضّرنـــا إرادتنــا، وأخلصنا نيّاتنا، واســتنفرنـا جهودنــا، وأتعبنـا أنفســنا من خلال حبّات العرق الــواحدة تلو الأخرى في سبيــل خدمة الأجيال، وصنـــاعة بيئة تعليميّة حديثة، وتحديد قيمٍ تربويّة نابعةٍ من قيمنا وتعاليمنـا وديننـا انطلاقًا من القـــاعدة القرآنية "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ".

لتمرّ سنينُ الرؤى الخمسة وسْط أجواء حمـــاسيّة وتنــــافسيّة، لنكون على مستوى التحديّـــات ، ولتنطلق ورشة تربوية وتعليميّة لا تعرف الهدوء، أثْمرت إبداعــــات فرديّة، وتفوّقـــات جماعيّة، ومواهب أثبتت نفسها وحضورها على مستوى الشمـــال ولبنان عمومًا، فسطَّرت الرؤى بأحرفٍ من نور على جدران التربية والتعليم صفحاتٍ مشرقةٍ، تركت أطيبَ الأثر على المشهد التربوي، وفي مختلف المنافســــات والمسابقات، كان أبطالها طلاب الرؤى المتميزون، الذين صالوا وجالوا على مسرح الإبداع، وفرضوا أنفسهم أرقامًا صعبة في شتّى الميادين.

ولأنّ "الحداثَة" أصبحت جزءًا لا يتجزّأ من منظومة التقدم والتطوّر، واكبنا أحدثَ الأســــاليب التعليميّة، واستقدمنا أبرز الخبرات التطويريّة على صـــعيد المنــــاهج والمقرّرات، وإعداد فريق عمل مؤهَّل ومدرَّب لمواكبة الحداثة المنشودة، مع مراعاة الفوراق التي تتطلّبها البيئة التعليمية، ودون المسّ بالقيم التي ما تخليّنا عن غرسها في نفوس ناشئتنا، لبناء إنسان سويّ يقدّم الخير لبيئته ومجتمعه ووطنه، ذلك أننا أدركنا أن "طفل اليوم هو قائد الغد".

"الرؤى" التي خَطَتْ خطواتها الأولى بثباتْ، وصلت الى أولّ امتحان رسمي لها، حيثُ تُوّجت جهودُها بتحقيق نجاحٍ باهرٍ في الامتحانات الرسمية للشهــــادة المتوسطة، وحصـــولِ طلابها على نجاح بـــاهر بنسبة (100٪) مع معدّلات وتقديرات متفوقة زادتنا إرادةً وتصميمًا على استمرار المسيرة، وبجهودٍ أكبر، وإرادة أعلى، وإيمان أرقى.

العينُ معكم على الغد بما فيه من أحلام وآمال... العينُ معكم على أجيـــــالنا الصغـــــار الذين نعقِدُ الآمال الكبيرة عليهم، ليكونوا على مستوى الطّموحات والأمــــــاني... العينُ معكم على تقديم تربية راقية، تشبه التطوّرات التي يشهدهـــــا العـــالم، ومواكبة ذلك بكثير من الوعي والإرادة...

"الرؤى" تستمدّ شرعيتها من ثقتكم، وتكتسب حصانتها من قناعتكم، وتستلهم خطّتها من تواصلكم...
وعلى أمل اللقاء بكم ومعكم في النضّالات التربوية، نتمنّى لأبنائكم كل النجاح والتوفيق.